قصة الأمير السديري الدوسري و سحلي العواي المطيري

بسم الله الرحمن الرحيم

بين الشاعر الكبير سحلي العواي والأمير محمد بن أحمد السديري قصص وقصائد كثيرة وسوف أذكر لكم بعضها

الشاعر سحلي العواي يعتبر من المقربين لدى السديري، والعواي من البرازات من قبيلة مطير شاعرٌ غني عن التعريف أشتهر بقوة المفردة وسلاسة اللفظ وجزالت المعنى، يعتبر من أبرز شعراء الجزيرة وقبيلة مطير

في أحد رحلات المقناص التي كان يجريها المغفور له بإذن الله محمد السديري، صادف نفس الوقت الذي يريد أحد كبار المجتمع أن يذهب إلى رحلة مقناص قريبة من المكان الذي سوف يذهب له السديري، وكل ذالك عن طريق المصادفة، وكان من رفاق ذالك الشخص الشاعر الكبير سحلي العواي.

كان الشاعر سحلي في تلك الرحلة يذهب إلى النوم متاخراً ولايستيقظ الا بعد ذهاب الجميع إلى الصيد، وفي أحد الايام عاد الجميع وكان حديثهم عن مقابلتهم الرائعة مع العم محمد بن أحمد، فـ حز في خاطر سحلي أنه لم يكن معهم، وفي صباح اليوم التالي، أستيقض سحلي مبكراً وقبل الجميع على غير عادته في تلك الرحلة، وعند تجمع الجميع كانوا يتناقشون المكان التي يكثر فيه الصيد، وعندما أستشاروا سحلي بالأمر على سبيل المداعبة، جاوبهم بان يذهبوا للمكان الذي يتواجد فيه السديري.

ومشورة سحلي تلك، أغضبت المعزب الذي أمر الشاعر سحلي بان يركب مع الصقارين وأن لايكرب معه، بطريقة غير مهذبه

فغضب الشاعر من هذا الطلب، فانشاء تلك القصيدة في (بكرته) التي يأمرها بالذهاب إلى (كاسب الناموس)

قال سحلي

هجي تري خاطري ملموس ** يا بكرتي يالحويطية

تنحري كاسب الناموس ** معطي البواريد خرجية

أنا رفيق لحبس حبوس ** ماني خويٍ لكرجية

أنا لادك بي هاجوس ** ماني ولد عن وعطية

ماطمن الراس حدر الروس ** تزعل علي المطيرية


وعندما وصل الشاعر إلى محمد السديري، وقبل كل منهما (خشم) الأخر، وأزال السديري عن الشاعر سحلي ماكان فيه... ولم يكمل العواي رحلة المقناص مع العم محمد السديري، حيث أنه عاد إلى حفر الباطن

وعند إنتهاء رحلة المقناص ورجوع العم محمد السديري، أراد سحلي العواي زيارة العم محمد، ولكن قبل القدوم له قال الشاعر الكبير سحلي العواي هذه القصيدة التي يخاطب فيها شخص يقال له (فهيد)

يا فهيد وقتٍ بينت لي حزوزه ** أهوش من دونك حاضر ودينه

ماشفت حتى الدوج طاحت قزوزه ** من كثر مايسحب على بانزينه

من أولٍ جايز وفوق مجموزه ** واليوم خلا نوح خلا جنينه

خلّه لعلّه يبن سحلي هموزه ** لحقت على العطراء وأبو زيد وينه

لو آصله كان أشتري مايعوزه ** أبدّله أو أشتري له مكينه

شيخٍ مجرب من ورا الناس نوزه ** ماهو بنا!! كل العرب خابرينه

إمارته ماهي عليه مغزوزه ** ساسٍ عريبٍ وتلها في يمينه

محمد إلى جته اليدين امعيوزه ** زاد بعطاه إلى أشتلهبت سنينه

ياما عطى أطيب ماطلع من طروزه ** من وارد السبعه تفرق يدينه

وإلا خطاة الشيخ ينكب فوزه ** يابس عسى تابس يدينه وعينه


رحم الله الشاعرين محمد السديري وسحلي العواي وأسكنهم الله فسيح جناتهم


أحببت قبل الإنتهاء من هذا الموضوع ذكر قصتين قصيرتين حصلت للشاعر سحلي العواي ولكن ليس مع العم محمد وإنما مع الأمير سلمان بن عبدالعزيز ((حفظه الله))

الأولى وهي بإختصار أن الأمير سلمان ذهب إلى المقناص ورافقه الشاعر سحلي العواي، وحدث أن سحلي العواي كان يستيقض متاخراً.

وحدث ذالك أكثر من مرة، وفي أحد الأيام أستيقض سحلي العواي كـ العادة متأخراً فذهب إلى خيمة المطبخ، لطلب الإفطار من الطباخ (عقاب) فرفض الطباخ عقاب طلبه حيث أن الفطور قد إنتهى والطباخ ليس مستعد من عمل فطور آخر فقال الشاعر سحلي

ياعقاب!! منت عقاب ولد العواجي ** اللي على خيل المعادين هذاب

أنته عقابٍ للصحن والدجاجي ** مثل الضواري مربطك بين الأطناب

وعندما سمع الأمير سلمان هذه القصة ضحك وأمر أن يجهز للعواي فطوراً مهما تاخر الوقت

ومن أحد قصص الشاعر سحلي العواي مع الأمير سلمان

كان للشاعر سحلي العواي أرض في حرف الباطن في منطقة يقال لها (قاع بريقان) وقد أخذ البعض أراضي الك القاع بطريقة غير قانونية حيث قال أحد الشعراء التي أُخذت أراضيهم قصيدة طويلة ليس هنا محلها ولكن أورد منها أول بيت حيث يقول ذالك الشاعر

جونا هل الـ...... مشايخ وسرقان ** عقب العتيم يمترون النثايل

نعود إلى قصتنا

ذهب الشاعر سحلي العواي إلى مجلس الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وقال له قصيدة يقول منها


ياسيدي زل الشتاء وأقبل الصيف ** وأنا برجوى معاملات الحكومة

تلعب بنا الحضران لعبٍ على الكيف ** رزت بيارقها ونجد محكومة

وأنته عليك من المحلل تواصيف ** الحر حر وماكر البوم بومة

وياعل قصرٍ مايذري عن الحيف ** تصبح معالم مبانيه مهدومة


عند إنتهاء الشاعر سحلي العواي التفت الأمير سلمان إلى أبنه الامير فهد بن سلمان ((رحمه الله)) وقد كان الأمير فهد في ذالك الوقت صغيراً في السن، وقال الأمير سلمان لإبنه فهد أن هذا الرجل يقول أننا لو لم نعطه حقه "جعل بيتنا ينهد" فقام الأمير فهد وطلب من والده وبكل حرارة أن ينفذ طلبه لأنه لو لم ينفذه لن يصبح للأمير سلمان منزل

ضحك الجميع فـ أعطى الأمير سلمان الشاعر سحلي العواي ومن حصل له مثل ماحصل للشاعر حقوقهم

رحم الله الجميع وغفر الله لهم، وأطال الله في عمر حيهم


( منقول )